لم تطل غفوته إلاّ لحظات كما تخيلها وإذا بقطيعٍ من الذئاب ينهش ويمزق بأجساد قطيع الخراف الذي إئتمنه عليه اهل بلدتة الوديعه.
أخذ عصاه وهجم على الذِئآب ليطردها وينقذ ما تيسر له إنقاذه من الخراف ،ولكن للأسف الشديد فقد قُتِل الكثير منها ،وتفرق الكثير الكثير على سفوح الجبال القريبه هرباً من هذه الذئاب المسعوره.
لقد نجح الراعي بلملمة ما تبقى من خرافه بسياج هش ، ودخل الى صومعته حيث كان يصلي بها ويلتحفها في ايام الصيف القائظ ، وخرافه داخل السياج مع قليلٍ من الغله التي كان يوفرها لها لأيام الصيف حيث لا عشب أخضر ولا ماء.
ويمني النفس بأمل بأن اهل القريه والقرى المجاوره قد سمعوا عواء الذئاب ولا شك أتونَ لإنقاذ الخراف ولطرد الذئاب المسعورة التي تحيط بقطيعه من كل جانب.
ولكن لتزيد خيبة أمله ويسيطر عليه قنوطه من أهل قريته الذين سمعوا عواء الذئاب الذي يصُمّ ألآذان ، لم يحركوا ساكناً ، حتى ظن الراعي بأن هذه الخراف لا تعنيهم وكأنها ليست لهم بل لأغرابٍ لا يُعرفون.
وألأنكى من ذالك ، أنه كان عندما يمر أحدهم بالقرب منه ، يشيح بنظره إلى ألناحيةِ ألأخرى من الجبل ، رغم صيحات ألإستنجاد التي يُطلقها الراعي، حتى بُحَّ صوته.
قليل من شباب ألقريةِ كانوا يفزعون له "يساندونه" ولكنهم ثلة قليلة لا حَولَ لها ولا قوه ، فكانوا يُجرحون ويُقتلون أمام هذا القطيع المسعور.
وفي يومٍ من ألأيام رأى مسلك في الجبل ، فقال في نفسه أذهب ليلا من هذا المسلك
للآتي ببعض الماء والطعام لخرافي فقد أصبحت إثر الجوع الشديد عجاف وبصعوبة قصوى تقف على اقدامها،
وفي ليلة ليلاء حالكة السواد لا قمرفيها ولا نجوم ، قرر الذهاب الى القريه حيث عزوته هناك ، ولكنه فوجئَ بأهل قريته (عزوته ) يغلقون المسلك بردم من الصخور
لايستطيع لها الظهور ولا يستطع لها نقبا .
وأسقط بيديه وقد عاد خالي الوفاض ينظر الى غنمه وعيناه مغرورقة بالد موع .....
لا يستطيع ان يدعوا على أهل قريته ولا اليهم النفور. رفع يداه الى السماء ......
وقال: أكمل انت ما قاله الراعي ....